mardi 26 juillet 2011

لثّورة و معوّقاه

                                                                  الثّورة و معوّقاه
إنّ المفكّرين العرب الذين يدّعون الفقه في السّياسة و الثّوريّة غابت عنهم عديد الأشياء في ما يتعلّق بالثّورة الشّعبية التّونسيّة التي قضت على رأس أفعى النّظام التّونسي الفاسد و المفسد من أجل فكّ قيود الإستغلال و التهميش التي فرضها المخلوع على جماهير شعبنا ذلك النّظام الرجعيّ العميل الذي كان يتلقّى التّوصيّات و ينفّذ إملاآت مراكز السّياسة و المال في الدّول الأمبرياليّة٠صحيح أنّ بداية التّحرّك الثوري في الغرب التّونسيّ كان عفويّا لكن فجّرته موضوعيّا التّناقضات الطّبقيّة الحادّة .أمام ذلك الفيض الجماهيري ، سرعان ما إلتحقت القوى اليساريّة والتّقدّميّة و القوميّة للإحاطة بتلك التحرّكات الشّعبيّة لتحيط بها و تنير لها الطّريق بجرّها نحو أهداف سياسيّة واظحة أساسها إسقاط النّظام.إنّ  القوى السّياسيّة المعارضة رغم قمع الحكم البائد لها بدون هوادة منذ عقود ، حيث تفكّكت تنظيماتها إستطاعت بحكم تواجدها في الهياكل النقابيّة للإتّحاد العام التّونسي للشّغل بدفع قياداته كرها لترك المخلوع و الإلتحاق بصفوف الجماهير الثائرة ٠ من هنا إشتدّ عود الثورة بالإضراب الجهويّ بمدينة صفاقص أوّلا مع نزول الطّبقة الشّغيلة للشّارع و تلاه مباشرة الإضراب العام في تونس العاصمة يوم 14 جانفي 2014 حيث إجتاحت الجماهير عمّالا و طلبة ومهمّشين و برجوازية صغيرة شارع الحبيب بوقيبة و تمركزت حول وزارة القمع البولسي أين حاول الشّباب إقتحامها بالقوّة  ممّا دفع أجهزة البوليس بإطلاق القنابل المسيلة للدّموع بكثافة في وجوه المتظاهرين كما لم يسلم أيظا مقرّ إقامة المخلوع شمال العاصمة من المحاصارة الجماهريّة زد على ذلك التّحركات التي قام بها سكّان الأحياء الشعبيّة بالحاظرة ليلة الجمعة و الإضطرابت التي حصلت صبيحة 14 جانفي أين حرقت جميع أملاك الطّرابلسيّة الكائنة بالضّاحية الجنوبيّة بتونس . من هنا إرتبكت جميع مفاصل النظام و أدرك المخلوع حينئذ أنّه فقد السيطرة على مقاليد السّلطة ، حينها لاذ بالفرار أي عشيّة يوم 14 جانفي و ذلك خوفا من حبل المشنقة ٠إثر هروب المخلوع إختلّت بوصلة النّظام و كاد أن يسقط  فسارع الشباب  بتكوين لجان شعبيّة في جميع المدن والقرى لحماية العائلات و الممتلكات و ذلك نظرا لغياب الدولة  بهياكلها الأمنيّة . أمام الوظع المتدهور لجميع مأسّسات الدولة سارعت الأمبرياليّة الأمريكيّة لإنقاذ ما تبقّى من النّظام  لتفادي كارثة سقوط دكترة رأس المال و ذلك بإعادة وضع  الدّولة المتداعية على رجليها بتكوين حكومة الغنّوشي التي أسقطت في ما بعد و التي تلتها حكومة السّبسي .تلك هي المآمرة الأمبرياليّة الؤولى للإلتفاف على الثورة . أمّا الثّانية تتمثّل في تسليم تأشيرات لنشاط الأحزب لكلّ من دبّ و هبّ من طالبيها و هو تكتيك مدروس في واشنطن القصد منه تشتيت القوى السّياسيّة المعارضة في حزيبات صغيرة لإضعاف الأحزاب و الحركات المتواجدة في العلن أو السّرّيّة السّابقة بتفريق القوى السّياسيّة في أكثر مايمكن من الأحزاب  لقطع الطّريق أمام إمكانيّة تشكيل حكومة إنقاذ وطنيّ في ظلّ الحالة السّياسيّة اللاشرعية  . إنّ الأقزام السيساويّة الطّفيليّة الغبيّة التي إعتقدت أن الثورة إكتملت و نشأت الدولة الديمقراطيّة أخطأت في تقييمها للوضع السّياسي بمطالبة التّأشيرات حيث شوّشت على المسار الثوريّ و خاصة أن وزنها لا يكاد أن يفوق وزن ذرّة ، لذا أمام تصرّفها الطّفيلي تتحمّل مسؤوليّة إعاقة المرحلة الثوريّة لإفتكاك السلطة . أمّا المؤامرة الثّالثة فهي دفع قيادة النّهظة بعد سباتها العميق للمجيء بسرعة البرق لترميم صفوفها والتّصدي لليسار التونسي لإلهائه عن مساره الثّوريّ .هكذا لم تجد الثورة  حركة سياييّة ثوريّة و قويّة تقودها نحو إسقاط النّظام و إفتكاك السّلطة ٠ هل عرفتم الآن يا سادتي الظروف الموضوعيّة التي حالت دون إستكمال المهام الأخيرة للثورة .و لذا كفى من النّقاش البيزنتي هل هي ثورة أم إنتفاظة ٠ إنّها ثورة ، إنّها ثورة سريعة باغتت الجميع و لم يكن اليسار أيظا ينتظها  لقلّة نّظرته البعيدة للمسألة الطّبقيّة حيث شغله من يتحرّك فوقا و نسي الأسفل حيث إعتبره جامدا لا يستطيع صنع التّريخ مبكّرا .                                                                                    

                                                                   

Aucun commentaire: